الحقيقة انهم يخادعون أنفسهم لأنهم يبدءوا بتصور أنهم استطاعوا أن يضمنوا الدين الحقيقي مع عدم خسرانهم للدنيا ولشهواتها وذلك لأنهم يبدءون بزعم ان أعمالهم (القشرية) هي الدين ، فيفرغون الدين من معانيه ويكوّنون له معنى جديدا فيمنعون عن أنفسهم الفوائد الكبيرة التي يعطيها الدين الحقيقي لو انهم التزموا به. لهذا يقول الله :
(يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ)
ثم يفصّل الله القول في الخداع الذاتي الذي يمارسه المنافقون بلا وعي منهم ويقول
[١٠] أولا : انهم يكرسون ـ بعملية النفاق ـ مرض الجبن والهزيمة ، واللاإرادة في أنفسهم. كل ابن آدم مبتلى في قلبه بهذه الأمراض ، ولكن المنافق يكرسها حتى يبني حياته كلها على هذه الشاكلة. فهو يعيش شخصيتين داخله وظاهره ، وبينهما تضيع إرادته وقدرته على التحقق والمبادرة فكيف إذا صبغت حياته كلها بالكذب.
(فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ)
من الجبن والاستسلام و..
(فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً)
من تكريس تلك الأمراض ، ثم ان هؤلاء لا يمكنهم أن يعيشوا مطمئنين لأنهم يعيشون الخوف والقلق وخشية الافتضاح ، وهذا يسبب لهم عذابا أليما ، يأتيهم بسبب الكذب الذي صبغت به حياتهم كلها.
ان الواحد منا قد يكذب كذبة واحدة فيعيش في القلق الدائم خوف اكتشاف