كذبته ، ويفكر أبدا في طرق الإخفاء على الكذب.
(وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ)
[١١] ثانيا : تختلط عندهم مقاييسهم العقلية (بسبب مضايقتهم لهدى الله ، وبسبب توتر شخصيتهم) ولذلك يتوغلون في الفساد ، ويزعمون أنه الصلاح بذاته.
ولأنهم يعيشون بعيدين نفسيا عن المجتمع من حولهم فهم لا يستطيعون أن يستفيدوا من نصائح الآخرين ، أو تتكامل أفكارهم عن طريق التفاعل مع أفكار الآخرين. لذلك قال ربنا سبحانه :
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ)
[١٢] بينما الحقيقة غير ذلك. ان هؤلاء أصبحوا أعضاء فاسدة في المجتمع ، ولكنهم فقدوا المقياس الذي عن طريقه يستطيع المرء اكتشاف الفساد عن غيره فهم لا يشعرون.
(أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ)
وعبّر القرآن ب (الشعور) ولم يعبّر ب (العقل) فلم يقل (ولكن لا يعقلون) لكي يشكف لنا بأن القضايا البسيطة التي لا تحتاج الى التفكير والتعقّل. (كالتمييز بين الفساد والصلاح) لم يعد يفهمها المنافق ، فكيف بالقضايا المعقدة.
ان الشرط الأول للعلم بأية حقيقة هو الثقة بالذات وبالمقاييس العقلية التي يملكها الإنسان. والنفاق يفقد صاحبه هذه الثقة فلا يعرف شيئا.
[١٣] ثالثا : انهم يتمحورون حول أعمالهم فيحسبونها هي الحق وغيرها