الضلال والباطل. وبذلك يتهمون الناس بالسفه ، ويضيّعون على أنفسهم فرصة الانتفاع بآراء الناس وتجاربهم.
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ)
ولكن من هذا السفيه الحقيقي؟ أليس ذلك الذي يضيّع على نفسه فرصة الإيمان وفرصة الانتفاع بتجارب الآخرين؟
(أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ)
[١٤] وبسبب الانعزال النفسي عن المجتمع وعن خبراته وعقله ، يستهزءون بأعمال المجتمع ويتصورونها تصورا معكوسا ، وبذلك يعزلون أنفسهم عمليا عن المجتمع ، إذ لا يساهمون في نشاطاته التي لا تعود بالنفع على المجتمع فقط بل عليهم أيضا لو عملوا بها.
(وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ)
[١٥] وهذه النفسية المعقدة تسبب لهم ضياع فرص الهداية لهم الى الأبد ، إذ كلما سمعوا كلاما فسروه تفسيرا سلبيا واستهزؤا به فبأى شيء يهتدون؟ من هنا قال الله تعالى :
(اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ)
أيّ يعمون عن الحقيقة فلا يرونها وكأنهم لا يملكون البصر أبدا (العمه : فقدان البصر منذ الولادة).