آمن به ، وربما آمن به إيمانا صادقا في لحظة طيبة من لحظات عمره ، ولكنه كفر به بعدئذ استجابة لضغط الشهوات واستسلاما لإرادة طواغيت المجتمع الفاسد فذهب الله بنور الهداية فما ذا بقي غير الظلمات والعمى.
[١٨] (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ)
انهم يفقدون كلّ مشاعرهم وقدراتهم. فهم يفقدون القدرة على السماع ، والقدرة على الكلام ، والقدرة على النظر ، وبالتالي القدرة على العيش في الحياة. لأنهم فقدوا مشاعرهم وقدراتهم. فكيف يعيشون؟ انهم يتيهون في صحراء الفراغ الى الأبد.
[١٩] ومثل ثالث يضربه الله عن واقع المنافق فلنتصور الآن اننا في العراء حيث الليل والسحاب المتراكم. الظلام يلفنا ، والرعد يهزنا خوفا وهلعا .. اننا نلتمس نورا نمشي به. ماذا نفعل ننتظر بارقة في السماء تضيء لنا الأرض فنمشي في ضوئها ، ولكنها تبقى لحظات وتنتهي. بعضنا يتمسك بهدى البرق حين يضيء. فيحاول اكتشاف الطريق. فاذا انطفأ استمر في المشي ، ولكن البعض ليس هكذا ، انه يمشي كلما أضاء البرق ويقف بعدئذ. ذلك مثل المؤمن والمنافق. المؤمن ينتفع بهدى الوحي الذي يشبه برق السماء فيتمسك به ، ولكن المنافق لا يتفاعل معه فيتيه في الظلمات.
(أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ)
[٢٠] (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ