الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» (٢١ / الحشر) ولقد عجزت كل الأقاويل التي حاولت تفسير ظاهرة القرآن ، الّا انه وحي من الله فلا هو بقول شاعر يسبح في غمرات احلامه ، ولا هو بقول كاهن يتخرص فيقول كلاما مجملا لا يعني من ورائه شيئا. هكذا يقول القرآن :
«فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ وَما لا تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ» (٣٨ ـ ٤٢ / الحاقة)
وجاء القرآن ليتدبر فيه الناس ، شريطة أن يفكوا عن قلوبهم أقفالها ليروا الحقيقة مباشرة.
«أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها» (٢٤ / محمد)
ومن يتدبر في القرآن يعرف انه من الله ، لأنه لا اختلاف فيه :
«أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً» (٨٢ / النساء)
والقرآن موعظة يهز اعماق الضمير ، والقرآن شفاء يطهر الصدور من الحقد والحسد والعقد :
«يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ» (٥٧ / يونس)
والقرآن كتاب الله الذي أعجز الخلق عن ان يأتوا بمثله :
«قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً» (٨٨ / الإسراء)