لتحقيقها شيئا فشيئا ، بينما المجتمعات الضعيفة تحاول تحقيق واجباتها قدر الإمكان ودون برمجة لأنها تفقد تطلعاتها البعيدة.
ويبدو ان بني إسرائيل كانوا في أخريات حياتهم كامة ، يطالبون بتخفيف واجباتهم ، ويكررون هذه الكلمة (راعنا) فهم يقولون : راعنا في الصلاة .. في الزكاة .. في الجهاد .. وفي كل شيء يأمرهم به انبياؤهم وقادتهم وهذه الكلمة تشبه كلمة اعفني من هذا.
ولعلّ الله أرادنا الا نكون ضعيفي الارادة ، فأمرنا بأن نتطلب التدرج في تحقيق الواجبات لا إلغاءها رأسا ، واختار لنا كلمة انظرنا (اي أمهلنا) بدل كلمة راعنا حتى نطبق الواجب وقال تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا)
ثم أمرنا بأن نسمع ونؤمن لان الله أعد للكافرين عذابا أليما.
(وَاسْمَعُوا وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ)
[١٠٥] الامة الاسلامية متصلة بالله مباشرة ، وعليها ان تستقي قيمها وثقافتها من رسالة الله التي أوحيت الى محمد (ص) ، والمشركون وأهل الكتاب ليسوا بأفضل من الامة الاسلامية ثقافة ، وليس هذا سبب ابتعادهم عن الثقافة الاسلامية .. بل السبب الوحيد هو انهم عنصريون وجهلاء ابتعدوا عن الإسلام لأنه نزل على غيرهم ، ولو نزل في بيوتهم ـ فرضا ـ إذا لاحتضنوه.
(ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ)