من شعور المنافق بالنقص فيما يرتبط بالدنيا ، فهو يهتم بها اهتمام الجائع المنهوم بالرغيف.
الثانية : انه يكذب وهو يعلم انه يكذب ، ولكي يبرز كذبه بمظهر الصدق ، يحلف بالله كثيرا ، وهذه الصفة ناشئة عن تصوره الدائم بان الناس لا يصدقونه في أقواله.
الثالثة : انه ينفجر غيظا إذا عورض في كلام له ، ويحاول ان يثبت كلامه بالرغم من الاعتراض ، وذلك عن طريق مواصلة الجدل لأنه قد أجاد صناعة الكلام ولا غيرها.
الرابعة : إن عمله هو الفساد لا الصلاح ، فهو لا يحب أحدا ، ولا يحب ان يمتلك أحد شيئا ، ولذلك فامنيته الكامنة هي الا يعيش أحد ولا يبقى شيء سليما ، تراه يفسد بين الناس بالغيبة ، والنميمة ، والتهمة ، ويبخس الناس أشياءهم بالتحطيم ، والتكسير ، وعدم المبالاة و.. و.. إلخ.
وإذا اوتي القوة استخدمها في ابادة الحياة ، والزراعة ، والانتاج ، والناس أجمعين.
[٢٠٦] هذه صفات المنافق الظاهرية ، اما صفته الواقعية فهي عدم التقوى.
(وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ).
انه يصور نفسه فوق الحق وفوق قيم الله في الأرض ، فلا يرى ضرورة للخضوع للحق ، بل تأخذه العزة والانفة ، فاذا به يعتز بالأعمال السيئة التي يعملها ، ويصورها حسنة لمجرد انها صدرت منه ، فهو يعتز بالإثم بدل ان يعتز بالحق.
إن هذه هي صفة المنافق الجذرية وهي : التمحور حول الذات وجعلها مقياسا