الرسالة ، ولا يمكن لهذا المجتمع ان يواجه تحديات الحرب من دون وجود وحدة داخلية متينة ، لذلك يدعو القرآن في الآية وقبل الحديث عن الحرب في الدرس القادم الى الوحدة ، ويجعلها مسئولية كل الإفراد ويقول :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ).
ان رحاب السلام يتلوث بالحساسيات الصغيرة التي تتراكم على بعضها حتى تصبح كسحابة داكنة ، وعلى اي فرد مسلم داخل المجتمع ان يقاوم نمو هذه الحساسيات ، ولا يتبع خطوات الشيطان منذ البداية ، لان الشيطان يستدرج الإنسان خطوة خطوة الى الجحيم.
فعلينا ان نحدد عدونا الحقيقي وعدو الجميع (الشيطان) ونتحذر من أول خطوة يدعونا إليها ، وهي الحساسية ضد أحد من إخواننا ، واعتباره عدوا لنا من دون الشيطان.
[٢٠٩] (فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
ثم يحذر ربنا المسلمين من السقوط في درك الخلافات الجاهلية النابعة من الشهوات ، وينذرنا بأنه عزيز فلا يفوته هارب ، ولا يغلبه غالب ، وانه حكيم يجازي الناس حسب أفعالهم لا حسب أهوائهم وامنياتهم وادعاءاتهم.
مسئولية الحفاظ على الوحدة :
[٢١٠] وهذا يعني اننا نحن المسؤولون عن المحافظة على وحدتنا بالاعتماد على هدى الله وبيناته ، وليس من الصحيح ان ننتظر الله ان يأتي ويفض خلافاتنا ، أو ننتظر مثلا الامام الحجة (ع) حتى يصلح ما بيننا بطريقة غيبية ، انها آنئذ قيام