المشكلة؟
الجواب : انهم يختلفون لان الدنيا زينت لقلوبهم ، ولكن المؤمن لا يتمحور حول الدنيا بل الاخرة ، ولذلك فهو يتقي الدنيا وشهواتها وفواحشها ، وهنا يظهر جليا مدى اهمية التقوى في إنشاء حياة كريمة ، لأنها تسحب فتيل الخلافات الاجتماعية المتمثلة في حب الدنيا.
(زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا).
لأنهم لا يأبهون بالدنيا كثيرا ، بينما الحقيقة انهم هم الفائزون.
(وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ).
والدنيا الفاضلة لا يحصل عليها كل من أرادها ، بل هناك سبل يجب السير فيها حتى نصل الى الدنيا الكريمة ذات النعم المتكاملة ، وهي موجودة في ايات الله وفي طليعتها قانون الوحدة (الدخول في السلم كافة) إنه باب يؤدي الى رزق الله.
(وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ).
[٢١٣] وكمثل على ذلك لنقرأ قصة الرسالة الاولى ، فالبشر كانوا جميعا على الضلالة ، فجاءت رسالة الله. ومن اهدافها الرئيسية توحيد الناس على الحق ، ورفع اختلافهم فيه ، ولكن اختلف بعض ممن اوتي الرسالة لماذا؟ هل لأنهم لم يملكوا ما يرفع اختلافاتهم؟
كلا بل لأنّه كانت توجد هناك طائفة منهم يقومون بظلم الناس والبغي عليهم ، وجاءت الرسالة ضد البغي ، فعارضت مصالحهم المؤقتة فقاوموها أشد المقاومة ، إذ ان جذر الخلافات هو البغي ، وإذا تخلص الناس منه استراحوا.