الاعتداء على اموال الآخرين ، اما لو خلصت النية وكان المشرف عليها محسنا ، في تصرفاته تجاه اليتيم ، فان الله لا يحاسبه على خطئه ١٣ (٢) «ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ» وجاء في بعض النصوص : انه حين نزلت آية «وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ» تحرج الناس في التعامل من اليتيم مما جعل الأيتام يتعرضون لحرج شديد ، فنزلت هذه لكي لا ينفصل الأيتام عن المجتمع.
(وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ).
إذا اعتديتم على حقوق اليتامى ، فانه قادر على ان يسلب بعض نعمه عنكم حتى تعانوا مثلما جعلتم اليتامى يعانون من الحرمان. وربما تدل الآية على ان الله خفف عليكم الحكم بعد الشدة ولم يأمركم بإدارة اليتامى ، مع فرز أموالهم عن أموالكم.
(إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
فهو قادر على استرداد الحقوق بعزته ، ويفعل ذلك بحكمته.
التقوى وحقوق المرأة :
[٢٢١] وكما التقوى في حق اليتامى ، فكذلك في حقوق المرأة ، الحلقة الضعيفة الثانية في المجتمع ، التي يجب المحافظة على حقوقها بالكامل. والقرآن الحكيم ربط بين حقوق اليتامى والنساء في أكثر من مناسبة ، وبهذه المناسبة يبيّن القرآن مجموعة التزامات تجب على المسلم في الجنس ، ابتداء من اختيار الزوجة ، ومرورا بالعملية الجنسية ، والخلافات العائلية ، والطلاق ، والرضاع. وهي تنظم كذلك علاقات المجتمع الاسلامي ، ولكن يبدو ان الهدف من ذكرها هنا ، هو التركيز على مظاهر الالتزام بحقوق الناس داخل المجتمع الاسلامي وبتعبير أخر : التقوى في حقوق الناس.