ان أسلوب عرض القرآن لحقوق المرأة هنا يختلف عن أسلوبه في السور الاخرى.
لأنه هنا يبيّن لنا : ضرورة الالتزام التام بحدود الله ، وفي الأوقات الحرجة ، حيث يكاد الشيطان يتغلب على ارادة الإنسان. ولهذا تجد القرآن يذكرنا هنا بالتقوى مرة بعد اخرى ، ويطالبنا بتذكر الله وتذكر انه عليم بعباده وإنّه بصير خبير. وعلينا ان نحذره حذرا شديدا ، كل ذلك ليكرس روح التقوى ـ في نفوسنا. تلك الروح التي هي واحدة من أهم ميزات الشخصية المؤمنة.
بينات من الآيات :
التقوى في العلاقة الزوجية :
[٢٢٦] لا يجوز ان يضر الزوج بزوجته ، فيجعلها في بيته دون ان يؤدي إليها حقوقها ، والتي منها حقها في المتعة الجنسية. بل عليه ان يباشرها لا أقل مرة كل اربعة أشهر. فاذا حلف يمينا ان يمتنع عن المباشرة الجنسية ، لسبب أو آخر ، فانه يمنح له فرصة اربعة أشهر. بعدها يجب عليه : اما العودة إليها وكفارة حلفه ، واما طلاقها. جاء في الحديث المأثور عن الباقر والصادق عليهما السلام انهما قالا : «إذ الى الرجل ، لا يقرب امرأته ، فليس لها قول ولا حق في الأربعة أشهر ، ولا إثم عليه في الكف عنها في الأربعة أشهر ، فان مضت الاربعة أشهر قبل ان يمسها فما سكتت ورضيت فهو في حل وسعة ، فان رفعت أمرها قيل له : أما ان تفيء فتمسّها ، وأمّا ان تطلق ، وعزم الطلاق ان يخلي عنها» (١)
(لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) بالرغم من ان نقض اليمين حرام. الا ان هذا اليمين مرتبط بحقوق الناس.
__________________
(١) نور الثقلين ج ١ ص ٢٢٠