وبينه هو لهم.
هذا هو الحي ، مطلق الحياة ، ابدي الحياة ، واسع العلم والمقدرة سبحانه. انه ربنا الجدير بنا ان نتخذه وليا ، وليس هؤلاء العباد المربوبين الأموات ، الذين يستبد بهم النوم والجهل ، ولا يملكون شيئا.
وصفة «القيوم» نابعة من صفة الحياة ، ان الله الحي بذاته الذي يملك ما في السماوات والأرض ويحيط علمه بما فيهما ، هو القيوم عليهما.
(وَسِعَ كُرْسِيُّهُ) (١) (السَّماواتِ وَالْأَرْضَ)
عرشه وسلطانه وامتداد نفوذ مشيئته ، واسع للسماوات والأرض. فكل شيء تحيط به قدرته ، ويدبر أموره ويصرف شؤونه ليل نهار ، دون ان تتعبه ادارة ملكوت السماوات والأرض ، أو ان تحجبه المجرات الكبيرة بما فيها من شموس وأقمار ، عن ادارة ما في الذرة المتناهية في الصغر بما فيها من نواة وتوابع.
(وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما)
لأنه تعالى عن التعب والإعياء ، انه يقول للشيء كن فيكون.
(وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)
عليّ لأنه حي تعالى عن اي صفة عجز. وعظيم لأنه قيوم على كل شيء.
[٢٥٦] هذا هو ربنا وهذا علاه وعظمته وهذه قدرته وسلطانه ، أفنتخذ بعد ذلك
__________________
(١) جاء في حديث مأثور عن الامام علي (ع): «ان السماء والأرض وما بينهما من خلق مخلوق في جوف الكرسي ، وله اربعة أملاك يحملونه بأمر الله».(الميزان الجزء ٢ ـ ص ٣٤١)