إلها من دونه ، أو قائدا لا يرضى ربنا به. ان القلب الذي عمّر بالايمان بالله ، كيف يعظّم أحدا سواه ، أم كيف يعبد إله من دون الله ، وكيف لا يثور ضد هؤلاء الاقزام الذين يطغون في الأرض بغير الحق ويأمرون الناس بطاعتهم.
(لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِ)
ولا يحتاج الى بيان آخر ، ان الله هو لا اله الا هو وعلى الناس ان يطيعوه ويتخذوه وليا من دون الشركاء والطواغيت.
(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
لأنه استعاد حريته وانسانيته ، واستطاع ان يستثمر طاقاته في السبيل الأقوم. واية قوة هي أقوى من الإنسان حين يكفر بالطاغوت ، ويتمرد على كل سلطة تستعبده وتستغله ، ثم يؤمن بالله ويعمر قلبه بالثقة والأمل والتواضع للحق والتسليم له؟!
ان القوة الحقيقية في هذا الكون هي قوة الحرية (الكفر بالطاغوت) وقوة الحق (الايمان بالله). والله يؤيد بنصره من يشاء ، وهو سميع لما يقولون من كلمة كفر أو ايمان ، وعليم بما يضمرون من نية صالحة أو خبيثة.
[٢٥٧] ان في الحياة سلطة حقيقية واحدة ـ متمثلة في سلطان الله ـ وقدره وقضائه ، وبالتالي سننه الحتمية ، وانظمته التي لا تتحول ولا تتبدل. ومن خضع لهذه السلطة ، واتصل بها ، واستمد منها القوة والشرعية ، استطاع ان يسخّر الحياة ، ويصبح خليفة عليها من قبل تلك السلطة. ومن كفر بها وتمرد عليها ، وفتش عن سلطات وهمية واستسلم لها ، ظل عبدا وتاه في ظلمات لا يبصر.