(اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ)
لأنه وليهم وسيدهم ، وهم اتصلوا بسلطانه ، واستمدوا منه القوة والشرعية والنور. والهدى الذي لا يحصل عليه الإنسان ما دام مستعبدا للطواغيت.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)
إذا فالإنسان الذي لا يخضع لله ، لا يتمرد على الطاغوت ، لأنه أساسا يكفر بالله استجابة لضغط الطاغوت المتمثل في المجتمع الفاسد ، والنظام الفاسد والاقتصاد الفاسد و.. و.. ومن يستعبده الطاغوت ، فأول ما يسلبه منه ، قدرته على التفكير واستقلاله فيه ، فلا يرى الا ما يراه الطاغوت. ولا يعمل الا بما يملي عليه. من هنا يفقد عقله الذي وهبه الله للإنسان.
ان الشرط الاول للفكر السليم ، هو التحرر من الاستعباد والتبعية. لان العقل لا يتحرك الا بوجود الثقة والحاجة. والرجل الذي انّى له الثقة بذاته أو الشعور بالحاجة الى التفكر ، ما دام لا يحتاج الى التفكر ، ولن يطبق نتائج الفكرة لو قدّر له عرضا ان فكر في شيء.
والتفكير السليم ، هو الشرط الاول للقوة في الحياة. من هنا ركّز القرآن الحكيم على ان الايمان بالله يعطي صاحبه التحرر ، والتحرر يعطيه القوة (التمسك بالعروة الوثقى) والعلم (يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ).
ولكن اي ايمان هذا الذي يعطينا القوة والعلم .. انه الايمان الواعي ، لا الايمان المكره عليه فهو الآخر نوع من الاستعباد والخضوع للطاغوت. أرأيت لو آمن شعب بالله لان السلطة السياسية فيه أجبرته عليه ، هل هذه حرية أم استعباد ..؟ بالطبع