استعباد ، لان هذا الشعب سوف يكفر بالله لو ان السلطة السياسية امرته بالكفر. من هنا تحدث القرآن في بداية الحديث عن الحرية الدينية وقال : لا إكراه في الدين.
[٢٥٨] من الذي يمثل السلطة الشرعية الحقيقية في الحياة ، الله أم الطواغيت؟
انه الذي يمنح الحياة لمن يشاء ويقدر له الموت حينما يشاء ، الذي يجعل الحياة تستمر بتزويدها بمقوماتها من نعم لا تحصى ، الذي يدبر الشمس التي تطلع كل نهار لتملأ الدنيا دفئا ونورا وحياة من هو غير الله سبحانه .. ولكن الظالمين لا يفقهون.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ).
فبدل ان يشكر ربه على الملك الذي أتاه ، انقلب على ربه وطغى في الأرض.
(إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ)
وليس ربي مثلك أنت الطاغوت العاجز.
(قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ)
أمر باثنين حكم عليهما بالاعدام ، ثم عفي عن واحد وقتل الثاني ، ولكن هل كان بامكانه ان يعيد المقتول الى الحياة؟ كلا. بيد ان إبراهيم لم يشأ ان يجادله بل انه هزّ فطرته بصورة عنيفة تجعله امام الواقع بلا لبس ولا تشوية.
(قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ)
ولكن لماذا لم يؤمن؟ لأنه كان ظالما ، والظالم يحجبه ظلمه عن الحق. انه لا يفكّر الا بمصالحه واهوائه وشهواته.