الذي أنفق أمواله رجاء الثواب ، ثم بعث بنار المنّ والأذى ، فالتهمت ثواب إنفاقه ، ويوم احتاج الى ذلك الثواب لم يجده ، ووجد الله هناك أعدّ له نارا لاهبة ، جزاء ريائه وكبريائه السخيفة.
(كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)
[٢٦٧] إذا الشرط الاول للإنفاق الصالح : ان يكون في سبيل الله ، والشرط الثاني الا يتبع بالمن والأذى ، فلا يستثمر من أجل تكريس الطبقية في المجتمع ، والشرط الثالث يبيّنه القرآن في هذه الآية ويقول :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ)
فعليكم باختيار أفضل ما عندكم ، سواء حصلتم عليه بالجهد ، كما المال والبناء ، وما صنعتم بأيديكم ، أو لم تصرفوا فيه جهدا ، كما الزرع والضرع .. المهم ان تختاروا أفضل أموالكم لتقدموه لله ، ولا تتوجهوا نحو الخبيث ، حتى تختاروه للإنفاق ، وفكّروا لو عكست الآية وكنتم أنتم الفقراء وغيركم ينفق عليكم هل كنتم تقبلون بهذا الخبيث؟
(وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا)
وتتساهلوا.
(فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)
وليس بحاجة الى انفاقكم ، فهو غني وهو حميد في غناه. يتفضل عليكم من بحر