(وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ)
لان ذلك أقسط عند الله ، وأبعد للخلاف في المستقبل. خصوصا في الصفقات الكبيرة كالعقارات.
(وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ)
أيّ لا يجوز الإضرار بهما بسبب شهادتهم بالحق.
(وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ)
فالإضرار بالكاتب أو الشهيد يجعلهما يميلون عن الحق ويجأرون الأقوى ، وقد تكون أنت الأقوى اليوم ، أما غدا فيكون خصمك هو الأقوى ، بينما تكون أنت صاحب الحق ضعيفا. وإذا انتشر في المجتمع الإضرار بالكاتب والشهيد ، وبالتالي انتشرت الكتابات الوجاهية وشهادة الزور ، آنئذ قد تصبح أنت ضحية هذا الفسوق ، لذلك قال القرآن : (فُسُوقٌ بِكُمْ) أي فساد يشملكم كلكم ، وهنا ثغرة قانونية تسّدها التقوى ، إذ ينبغي أن يلتزم الجميع بعدم الإضرار بالكاتب والشهيد التزاما نابعا من إيمانهم بالله ، حتى لا ينتشر الفساد والفسوق. وأخيرا يذكرنا الله بعلاقة التقوى بالعلم ، ويبيّن انه إذا كانت التقوى نابعة من الإيمان بالله ، فان العلم هو الآخر نعمة من نعم الله ، فعلينا ألّا نكتفي بواحد عن الآخر.
(وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
هذه الآية أطول آية في القرآن ، وتناولت العلاقة بين الغيب والشهادة ، بين الروح والجسم ، بين الإيمان والعلم ، وبالتالي بين النصائح الخلقية والانظمة الاجتماعية ، وهي توصي بضرورة الوصول الى الحق عبر أيّ وسيلة مادية أو معنوية مشروعة ممكنة ، ويدع الباب مفتوحا أمام بعض الوسائل الحديثة التي تكشف