عَذابٌ شَدِيدٌ وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ).
والقرآن والإنجيل والتوراة ، وكل رسالات السماء نور واحد يستهدف غاية واحدة هي توفير الهدى للناس. ولماذا الهدى ، لان في الحياة خير وشر ، صحيح وسقيم ، صالح وطالح ، فكيف يميّز الإنسان الخير عن الشر. أو ليس بمقياس؟ وبميزان وبقيم وبالتالي بفرقان يفرق بين الحق والباطل. ومن هنا أنزل الله «الفرقان».
الذين يهتدون بالرسالات السماوية ويتمسكون بالفرقان ، يميزون به الحق عن الباطل ، والخير عن الشر ، فطوبى لهم ، أولئك لا خوف عليهم. أما «الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ» فما ذا تنتظر لهم ، هل تنتظر كفاية الدرب وبلوغ الهدف؟
كلا بل «لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ» واي عذاب أشد من الضلال ، ومن الانفلات في فوضى الحياة والوقوع في المهالك.
والله سبحانه لا يتركهم يعانون من عذاب شديد في الدنيا فحسب ، بل يقف لهم بالمرصاد لياخذهم في الحياة الآخرة أيضا. «وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ» وحين يكون العزيز (القوي المقتدر) ذو انتقام فيا للمأساة ، ويا للنهاية المروعة.
والكتاب هدى وفرقان لسبب بسيط ، هو ان الله باعث الكتاب حي وقيوم فهو حي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
[٥] (إِنَّ اللهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ)
وقيوم ، يهيمن على نظام الحياة من أكبر الأشياء الى ابسط شيء.
[٦] (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ)
هناك حيث لا تمد اليه يد الأبوين ولا يمتد اليه علمهما ، هناك الله اللطيف يقوم