يبقى السؤال عن كيفية الخروج؟
والجواب : على الفرد :
١ ـ أن يتجرد أولا عن موحيات المناخ الفكري الذي يصور له ـ معنى جامدا للفظ.
٢ ـ ثم الرجوع الى المادة الأساسية التي تجمع كل التصريفات للكلمة ، والتفكير في المعنى المناسب لربط هذه المجموعة باللفظ ، فمثلا : يجمع معاني يعرشون ، عرشا ، معروشات ونعود الى تصريفات اللفظ الاخرى ، عريش ، وعرش وما أشبه لنستنبط منها جميعا معنى البناء الفوقي لأنه يجمع معاني سرير الملك والبناء ، والمرفوع ، وسيباط الكرم ، والخيمة من الخشب هذه المعاني التي ذكرتها العرب لهذه الألفاظ.
٣ ـ قياس موارد استعمال اللفظ ببعضها ـ ليعرف المعنى المشترك ـ الذي يمكن أن يتصور معنى جامعا بين هذه الموارد. ومن الطبيعي أن يعتبر في الاستعمال ان يكون على لسان أهل اللغة المعتنين بالبلاغة.
والأدباء اليوم يكتشفون ظلال الكلمات وإيحاءاتها من موارد الاستعمال في منطق البلغاء أكثر مما يكتشفونها في بطون الكتب اللغوية.
وذلك لأن ما في كتب اللغة لا يعدو ان يكون تسجيلا ميتا لموارد الاستعمال ، أو استنباطا لمعنى مشترك منها قد قام به مؤلفوا الكتب ، ومن هنا يكون تعرف الشخص ذاتيا بهذه الموارد واستنباطه بنفسه المعنى الجامع بينها ، أفضل من تقليد كتب اللغة.
وبكثرة النظر في موارد الاستعمال يؤتى الفرد حسا أدبيا مرهفا يجعله يميز بين كلمتين مترادفتين بشكل دقيق ، بالرغم من أنه قد لا يستطيع الإفصاح عما يعرفه