الْوَهَّابُ)
إن الرحمة الهابطة من الله أقسام. ولكن أهمها هي المعرفة التي يمن بها الله على البشر سواء وحيا بالقرآن ، أم إلهاما.
وينمّي الدعاء تطلع المؤمنين الراسخين في العلم الى المعرفة ولذلك فهم يرددون هذا الدعاء ويطلبون الرحمة (المعرفة) من الله.
وأساسا الروح العلمية بحاجة الى تربية وتنمية ، وبهذا الدعاء ينمّي المؤمنون هذه الروح.
الايمان باليوم الآخر .. حجر الزاوية في المعرفة :
[٩] كما الجبال الراسيات تحفظ الأرض من ان تميد ، وكما القواعد تحفظ البناء من الزلزلة والانهيار ، كذلك الايمان باليوم الاخر حجر الزاوية في البناء الذهني للمؤمن ، فمن دونه يتوتر القلب ولا يستقر على اتجاه ، كيف ذلك ..؟
إن القلب البشري كسفينة تتقاذفه الأهواء ، فمن ضرورات الحياة ، الى مطامع الشهوات ، الى ضغوط المجتمع ، الى حتميات الطبيعة. تعصف جميعها بالنفس وتحدث فيها طوفانا عاتيا. والعقل كسكّان متين ، يحاول توجيه السفينة في خط مستقيم ، ولكنه يعجز عن التحكم بالسفينة من دون الاستعانة بالثقل الذي يرسيها به. وثقل النفس هو الايمان بالحياة الاخرة ، إذ عن طريق هذا الايمان تطمئن النفس ، ويحدث فيها نوع من التوازن.
فاذا عصفت شهوة الجنس بالنفس وأرادت ان تستبد بتوجيهها ، جاء الايمان بالحياة الاخرة ليخفف من ضغط هذه الشهوة ، ويقول لصاحبها كلا .. ليست هذه الشهوة هي كل شيء في الحياة إذ هذه الحياة بالذات ليست كل الحياة ، انما الدار