[٧٨] ان ملايين الناس يتمردون على الدين ذاته بسبب وصاية هؤلاء الخونة على رسالته المقدسة. إذ ان هؤلاء يصورون الدين اداة للتبرير. وللكسل ، والجمود والاستسلام للطاغوت ، والرضا بالاستعباد ، وهذا التفسير الماكر يستخرجونه من بعض النصوص بطريقة ماكرة.
(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
والتعبير ب (يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ) تعبير دقيق لحالة هؤلاء النفسية والسلوكية فهم من الناحية النفسية يحاولون تحريف الدين وإلوائه بأي شكل من الاشكال ، وهم من الناحية السلوكية يعيشون الكتاب على صعيد الألسن فقط دون أن تتعمق رؤي الكتاب في قلوبهم ، أو تظهر في حياتهم. انهم اتخذوا الكتاب أحرفا يتعاملون بها كما يتعاملون مع قطعة حلوى يصنعون منها ما يشاءون صورا شتى حسب المواقع وحسب الظروف المصلحية.
[٧٩] ان الكذبة الكبيرة التي قالها هؤلاء الخونة ـ من رجال الدين والعلم التحريفيين ـ هي عبادة عيسى ، واتخاذه إلها من دون الله ، ومثله عبادة سائر الأنبياء والأولياء ، والعظماء. وكان الهدف الخبيث وراء هذه الكذبة :
أولا : التعصب المذهبي ، حتى لا يتحول النصارى مثلا الى مسلمين بفعل الاعلام الاسلامي أو لا يتحول أهل مذهب الى مذهب أو جماعة حزب الى حزب ثان.
ثانيا : ان يعطوا لأنفسهم نوعا من القداسة المزيفة ، فاذا كان عيسى إلها فالأحبار أنبياء أو انصاف آلهة ، ان عبادة الذوات تقع بالضبط في الطرف الآخر