منحرفة ، فزعموا : أنّ كل القوى الكونية ، والتي تمثلها الملائكة ، أرباب والهة صغار ، يقاومون ضغط الإله الكبير في العرش (سبحانه) ، ويشفعون للناس رغما عليه. وبالتالي يجب توزيع العبادة بين الله ، وبين تلك الأرباب ، حيث تقتسم مع الله سلطان الله ويقول الأحبار عنه :
ما لله لله ، وما لقيصر لقيصر. وبالتالي يحدث فصل بين الدين ، والسياسة ، بين الاخرة والدنيا وهكذا ..
(وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
الالتزام بالمسؤولية ضمان الاستقامة :
[٨١] وان أهم مسئولية من مسئوليات العلم والدين ورسالتهما المقدسة الإخلاص للحق ، والابتعاد عن الذاتية بكل صورها ، وعدم استخدام العلم والدين من أجل دعم المذهبية ، والعنصرية الضيقة ، وبالتالي من أجل حرمان الآخرين واستعبادهم واستغلال ثرواتهم.
ان العالم اليوم يعاني من استخدام تقدم العلم في نشر الدمار في الأرض. ان نصف الأبحاث العلمية في العالم تتركز من أجل صناعة وتوقية آلة الحرب. والقسم الأكبر من النصف الثاني يشغل من أجل السيطرة على الشعوب المحرومة. وهذا بعيد عن رسالة العلم وخيانة لأمانته ومخالفة لعهد الله مع العلماء. وقديما كان الدين يستغل من أجل ذات الأهداف. كان رجال الدين هم الذين حصروا أنفسهم في اطار العنصرية والاقليمية والقومية وساعدوا ـ بذلك ـ الطواغيت في فرض أنفسهم على الشعوب ، وفي استغلال واستعباد الشعوب ، وفي إثارة الخلافات المصلحية بينها.