بينما كانت رسالة الدين الحقيقية واحدة ، ورمزا للوحدة ونقطة التقاء بين الناس ، وأداة جمع وإصلاح بينهم.
وفي هذه الآية يذكرنا القرآن بهذه الرسالة ، عبر الحديث عن الأنبياء ، وكيف ان الله تعالى أخذ منهم الميثاق والعهد ، بأن يصدق بعضهم ببعض ، وان ينصر بعضهم بعضا ، وبالتالي ألّا يتفرقوا في الدين بأيّ شكل من أشكال التفرقة ، ونجد في الآية تأكيدات شديدة على هذه المواثيق.
(وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ)
أي لاني حملتكم رسالة الدين والعلم ، الدين المتمثل في الكتاب ، والحكمة المتمثلة في تطبيق الدين على واقع الحياة ، والذي يحتاج بالطبع الى المعرفة بالحياة (العلم).
(ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ)
أمرهم بان يؤمنوا بالرسول ، وينصرونه ، وجعل الأمر بصيغة مشددة للتأكيد عليه ثم :
(قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي)
طلب منهم الإقرار وسمى عهده هذا (بالإصر) ـ وهو الحمل الثقيل ـ من أجل بيان اهميته ، حتى إذا اقدموا على إعطاء الميثاق يعرفون اي عمل عظيم يقدمون عليه ، فلا يمتنعون في المستقبل عن أدائه.
(قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ)
انه بعد الإقرار ، طلب منهم الشهادة وكأنه أمرهم بالتوقيع النهائي على ورقة