عليها الملائكة) ، كنتيجة طبيعية لضلالتهم عن الحقائق ، وعن القيم السامية.
ان سنن الله في الحياة لا يستطيع ان يستثمرها الإنسان في صالحه ، إلّا إذا عرفها معرفة تامة ، وكان له تطلعات سامية ، أراد ان يحققها من خلال السنن تلك ، وهؤلاء لا يعرفون السنن ، ولا يمتلكون التطلعات السامية التي تصنعها القيم ، وبتعبير آخر ليست لهؤلاء رسالة في الحياة ، والحياة ترفض الخضوع لمن لا رسالة له فيها.
أما الجزاء الرابع والذي يأتي نتيجة لما سبق فهو :
الابتعاد عن الناس ، ذلك ان الناس ينفضّون عمن ليست له هداية ، ولا روحانية ، ولا قدرة على استغلال الحياة ، فلما ذا يلتف حولهم الناس.
ولنا ان نتصور عمق الخيبة التي تصيب هؤلاء الخونة ، انهم خانوا رسالة الله ، للحصول على مرضاة الناس ، فخسروهما معا ، (ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ).
والقرآن يسمي الابتعاد ب (اللعنة) ، لأنها تعني الطرد والابعاد بذلة وصغار ، وهي تتناسب مع حالة العقاب.
(أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)
[٨٨] وهذه اللعنة تبدأ في الدنيا ولكنها تستمر الى الآخرة ، وتتحول هناك الى صورة عذاب أليم ، لا يخفف عنهم أبدا.
(خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ)
أي لا يمهلون لاعادة النظر في واقعهم ، بسبب ارتدادهم عن الرسالة بعد العلم بها.