بين الرحمة والتوبة :
[٨٩] ولا يعني هذا الواقع المرّ الذي انتهى اليه خونة الرسالة ، ان أبواب رحمة الله سدّت في وجوههم ، كلا ان رحمة الله واسعة ، ولكن يجب عليهم أن يتوبوا وأن يحاولوا إصلاح ما أفسدوه بأعمالهم السابقة ، مثلا السعي من أجل هداية من أضلوا من الناس.
(إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
[٩٠] لو تاب خونة الدين في المراحل الاولى من حياتهم ، حيث تنفع التوبة في إصلاح الناس ، وحيث ان الرسالة لا تزال ناشئة ، وحيث تكون التوبة خالصة لله ، ودليلا على تبدل حقيقي في الموقف. لو تابوا آنئذ قبلت توبتهم. ولكن لو استمروا على الضلالة ، وقاموا بكلّ الفساد الممكن ضد الرسالة ، حتى إذا انتشرت الرسالة وخسروا كلّ مواقعهم ، تابوا لكي يكسبوا عطف الرسالة الجديدة ، هؤلاء لا تقبل توبتهم ، لان توبتهم ليست في الله ، بل من أجل تغطية فشلهم.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ)
أيّ انهم لا يهتدون أبدا وان توبتهم ليست حقيقية بل طمعا في الدنيا.
[٩١] ويشبه أولئك الذين يستمرون على الضلالة حتى يدركهم الموت ، انهم من أهل النار ، ولكنهم يأملون لو انهم يملكون ثروة الدنيا ، ويدفعونها من أجل إنقاذ أنفسهم من نار جهنم ، ولكن هيهات. ان هؤلاء ضيعوا على أنفسهم فرصة جيدة في الدنيا والآن لا ينفعهم الندم.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ