ولم تصنع نفسها بنفسها ، ثم هي (للناس) وليست عليها ، إذ مسئولية الامة الاسلامية هي الدفاع عن المحرومين والمظلومين ، وتوفير السعادة والأمان لجميع الناس ، وضمن هذه المسؤولية الاجتماعية هو انكم :
(تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)
والأمر بالمعروف لا يعني مجرد الأمر اللساني ، بل يعني السعي وراء تحقيق المعروف بشتى الطرق .. وكذلك النهي عن المنكر ، ولكن الامة الاسلامية التي تحمل هذه الرسالة الاجتماعية ، تنطلق فيها من قاعدة صلبة هي الايمان بالله ، إذ ان مصدر التحسس بالمسؤولية الاجتماعية هو الايمان بالله ، وباطل أو لا أقل محدود ذلك التحسس الاجتماعي الذي لا يستمد قوته من الإيمان بالله.
(وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ)
وأهل الكتاب هم بدورهم مهيئون لتحمل هذه المسؤولية ، إذ انكم ـ أيها المسلمون ـ لم تتحملوا هذه المسؤولية لأنكم عرب ، أو ان نبيكم شخص محمد (ص) بل إنّ الله حملكم رسالته ، كما حمّل أهل الكتاب رسالته. وإذا تحملوا هم بدورهم هذه المسؤولية أصبحوا ـ كما أنتم ـ خير أمة أخرجت للناس.
(وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ)
وفي الآيات التالية يضرب الله سبحانه مثلا للفاسقين منهم ثم مثلا للمؤمنين.
بين الفسق والإيمان :
[١١١] أما الفاسقون فإنهم أذلاء ، ضعفاء بفسقهم وانحرافهم ، وهم لا