إخفاء شيء ، فانه يظهر في فلتات كلامه ، وشوارده ، وسقطاته ، وبالتالي في لحن قوله. وأنتم قادرون لو تدبرتم قليلا ، أن تكتشفوا هذه الحقيقة من خلال كلامهم ..
أما صدورهم فقد ملئت غيظا وضيقا عليكم. هذه هي الآيات الواضحة التي بينها الله لكم ، يبقى عليكم أن تثيروا عقولكم ، ولتفهموا الحقيقة بأنفسكم.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً)
البطانة : أقرب الناس الى الفرد والخبال : الضرر.
(وَدُّوا ما عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ)
يحبون عنتكم وارهاقكم وما يؤذيكم.
ولم يقل من كلامهم ، لان ظاهر كلامهم لا تبدو منه البغضاء. ولكن ما يصدر من أفواههم من الغلط ، أو أسلوب الكلام ، أو حتى ملامحهم أثناء الكلام ، هي التي تدل على حقيقة ما في قلوبهم ..
(وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)
[١١٩] الامة الاسلامية تعمل من أجل الناس جميعا. وضمنهم بالطبع الكفار وبصفة خاصة المحرومين منهم والمضطهدين. ولهذا فان المسلمين يكنون الحب للناس جميعا ، بيد ان الكفار الذين اتخذوا موقفا سلبيا من المؤمنين ، واعتبروهم خارجين عن الشرعية ، يختلف الوضع عندهم. انهم ينافقون ظاهرا ، ويكنون أشد البغض للمؤمنين ، ويعتبرون أي تقدم يصيب المسلمين ضررا عليهم ، فيشتد غيظهم. وضيقهم. وتصرفاتهم الانفعالية ، وغير الحكمية نابعة كلها من هذه النفسية المعقدة ، والمتميزة غيظا.