ولكن الصامدين الذين يربطون أنفسهم بالرسالة وحدها ، هم المنتصرون أخيرا ، لأنهم شكروا نعمة الرسالة بالايمان بها والتضحية من أجلها.
(وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ)
[١٤٥] إذا : الرسالة هي الهدف ، والموت من أجلها يهون ما دامت الرسالة تنتصر بهذا الموت ، والموت الهادف أفضل من الموت المحتوم ، لأنه موت بثمن ، بينما الآخر موت بلا ثمن.
وما دمنا نموت بآجالنا شئنا أم أبينا ، فلما ذا لا نموت لأفكارنا ومن أجل رسالتنا؟
ثم من يقول : ان من يدخل المعركة سيموت ، وان من يتخلف عنها سيبقى ، إنّها سنة الله في عباده ، متى بلغ كتاب الشخص أجله ، مات في المعركة ، أو على الفراش.
(وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ كِتاباً مُؤَجَّلاً)
والفرق بين من يموت على الفراش ، ومن يموت في المعركة ، ان هذا يحصل على ثمن الآخرة دون ذاك.
(وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها)
ويحصل المؤمن على جزاءين : الاول : جزاء نيته الصادقة ، وعمله الصالح (الاستشهاد). والثاني : جزاء شكره لله ، اي وفائه بمسئولية نعم الله عليه ، ومن أبرزها نعمة الحياة ، حيث قدمها لله ، والله يجزيه على ذلك.
(وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ)