(ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ)
هم المؤمنون وحدهم والغم هو حالة انعدام الرؤية في القلب ، حيث تظلم النفس بسبب خوف شديد منشأه حب الذات والخوف عليها. والنعاس حالة الراحة الجسدية المنبعثة من راحة نفسية واطمئنان كاف.
(وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ)
انهم يمارسون الظن الباطل الذي يشبه ظنون الجاهلية ، وذلك لأنّهم يقيسون أوضاعهم بعد الإسلام باوضاعهم قبله ، فيزعمون أنّ مقياس النصر أو الهزيمة ، هو بضعة قتلى أو جرحى ، يبعدون ـ من جهة أخرى دور الله ورسوله ورسالته في القوة العسكرية وتحقيق النصر.
والظن الذي يظنونه هو : انهم :
(يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ)
انهم يهتمون بأنفسهم أكثر من اهتمامهم بالرسالة ، ويريدون الوصول سريعا الى المكاسب الشخصية ، وبدون التضحيات.
(قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ)
وعليكم ان تفكروا في انتصار الرسالة التي يرعاها الله ، لا انتصاركم أنفسكم.
(يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ)
انهم يخفون حب الذات. والخوف الشديد عليها ، وعدم الايمان بالله ، وعدم الاهتمام في تقدم الرسالة.