(يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا)
وكأنّ مقياس الانتصار هو انتصار أشخاصهم ، لا انتصار الأمة كأمة ، أو انتصار الرسالة الإلهيّة.
(قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ)
ذلك لان هؤلاء الذين قتلوا إنما هم غيركم ، ويختلفون عنكم ، هؤلاء قوم ناداهم ربهم للاستشهاد فلبوا النداء ، وحين كتب عليهم القتل أسرعوا إلى الشهادة ، حتى ولو لم تكونوا تبرزون أنتم الى المعركة.
والله قادر على ان ينصر رسالته من دون اية تضحيات ، ولكنه لا يفعل ذلك أو تدري لأية حكمة؟ لأهمية التضحيات في كشف العناصر المنافقة ، وفي تطهير قلوب العناصر المؤمنة.
(وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)
دور الذنوب في الهزيمة :
[١٥٥] ويبقى ان نعرف الأسباب الأساسية وراء هزيمة طائفة وامنة طائفة ، هل هي أسباب وقتية تمليها مواقف الطرفين داخل المعركة ، أم تمتد إلى خارج المعركة.
الجواب : بل هي امتداد لما قبل المعركة ، وما المعركة الا كالنار التي تكشف الذهب عن غير الذهب ، ان الرجل المؤمن الذي يتحمل مسئولياته الايمانية كاملة ، هو الذي يثبت في المعركة ، اما الذي لا يلتزم بواجباته الايمانية ويكتسب المعاصي فانه