لان الايمان ممارسة عملية ، وبالذات في ظروف تعرض الامة للخطر ، والمؤمن الذي لا ينفع عند الضرورة فمتى يمكن أن ينفع ، وكل التبريرات التي يتذرع بها هؤلاء باطلة إذ انهم.
(يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ)
إنهم يقولون (كذبا) إنّهم مؤمنون وإنما لا يقاتلون بسبب جهلهم بفنون القتال ولكن الله يفضحهم.
[١٦٨] ومن صفات هؤلاء أنّهم يضخّمون خسارة الامة ، ويبثون الدعايات الهدامة ، فيقولون عن الشهداء لو انهم لم يذهبوا للمعركة لما قتلوا.
أجل ولكن ماذا كان مصيرهم؟ ألم يكونوا يموتون بالنهاية؟! وما دام الإنسان يقتل أو يموت ، فلما ذا يعظم الموت عند نفسه؟!
(الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا)
أي الذين قالوا لإخوانهم : اقعدوا ، وهم بدورهم قعدوا ، ثم لمّا قتلوا ، قالوا لو انهم أطاعوا أمرنا بالقعود لما قتلوا.
(قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)
فما دمتم لا تقدرون على مواجهة الموت ، لا تتكلموا عمن يقتل في سبيل الله ، أو ليس الجميع يسير نحو الفناء؟!
[١٦٩] ولكن هناك فرق بين من يقتل ، ومن يموت لأن الشهيد حي والميت فان.