(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
أحياء بحياة الرسالة التي سقوها بدمائهم ، فاذا بكل قطرة دم أريقت حول شجرة الرسالة ، تحولت الى غصن أخضر وثمرة نافعة ، تحوّلت الى عدالة تنفع ملايين البشر ، وحرية وكرامة وحياة.
وهم أحياء لان ذكرهم خالد في الناس.
وهم أحياء ربما لان الله يعطي أرواحهم الطاهرة ، قدرة وعلما في عالم البرزخ ، فاذا بهم يرزقون عند ربهم ، إنما بعيدون عن أجسادهم هذه ومتحررون منها.
أما الأموات فان أرواحهم قد تنتزع منها القدرة والعلم وتعتقل في زنزانة الجهل الضعف.
ولنتصور : أن رجلا يقتل في سبيل الله ، فتنفصل روحه عن جسده ، لتعيش الى يوم القيامة ، في عالم الأرواح ، طليقة حرة قادرة وعالمة.
ورجل يموت على الفراش ، فتتحول روحه الى عالم مظلم ، فأيهما الأفضل؟ الموت أم الشهادة.؟
[١٧٠] حياة الشهداء حياة حافلة بالنعم المادية. (يرزقون عند الله) ، والمعنوية إذ أنهم لا يزالون في فرح ، وشكر ، وبشارة ، كلما وجدوا قتيلا في سبيل الله ، التحق بهم زادهم أنسا. وكرامة.
(فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ)
من نعمة الشهادة ، التي فتحت عليهم أبواب نعم الله الاخرى في الآخرة.