(وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)
ان المؤمنين الذين لم يلحقوا بالشهداء ، هم أداة البشارة للشهداء ، لعلم الشهداء بأن أولئك سوف يقدمون على حياة فاضلة ، حياة لا خوف فيها ولا حزن ، ولذلك فهم يفرحون بالمؤمنين.
[١٧١] وللشهداء عند الله سبب آخر للبشارة ، هي نعمة الله التي تزيد عن القدر الذي يتصور الإنسان أنه جزاء العمل. ويستبشرون حين يجدون ثمار أعمالهم التي ما ضاعت عند الله ، وكم يكون فرح الإنسان كبيرا حين يجد ثمرة جهوده ، فيرى إنها كاملة غير منقوصه.
(يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)
[١٧٢] هؤلاء فريق من المؤمنين استشهدوا في سبيل الله ، أما الفريق الآخر فهم الصامدون ، الذين لم ينهزموا بالرغم من إصابتهم بالقرح ، فحين دعاهم الرسول لاعادة تنظيم صفوفهم ، والقيام بهجوم مضاد ، استجابوا للرسول وألحقوا الهزيمة بالعدو.
ان هؤلاء كانوا يتمتعون بعدة صفات :
أ) إن قدرة الإنسان على تحمل الصعاب كبيرة ، ولكن المؤمنين فقط هم الذين يستثمرون هذه القدرة ، بفضل إيمانهم بالله وابتغائهم مرضاته.
(الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ)
والقرح : هي الآلام الجسدية والنفسية.