ما دام لله الأسماء الحسنى والتي منها ضمان حرية الإنسان دعنا نترك إذا الأصنام التي تعبد من دون الله لأنها لا تتصف بشيء من تلك الصفات ، فلا هي رب ولا رحمن ولا تملك جزاء.
[٦] وحين نترك الأصنام الصامتة (كالحجارة) أو الناطقة (كالذين يعبدون من دون الله) آنئذ نكون على الصراط المستقيم.
ولكن ليس بهذه السهولة نستطيع ان نحقق الاستقامة ، لان التخلص من الأصنام مهمة صعبة للغاية. وعلى الإنسان ان يضع امامه هدفا صعبا ليحققه في الحياة هو (الاستقامة) ويسعى من أجل تحقيقه بجد ومثابرة ، وذلك عبر ثلاثة مراحل :
المرحلة الاولى : التصميم على الاستقامة. ولن يكون التصميم على الاستقامة جادا الا إذا عرف الإنسان ان في الحياة طرقا شتى لا تؤدي به الى اهدافه المنشودة. وان هناك طريقا واحدا فقط هو الذي يوصله إليها. وعرف ان التعرف على هذا الطريق والسير فيه هو من واجباته التي عليه أن يسعى لتأديتها ، وليست من نعم الله الطبيعية عليه ، ليست مثلا كنعمة البصر ، حيث يولد الطفل بصيرا. ولهذا فاننا ندعوا الله ان يمنحنا الاستقامة ونقول :
(اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) وهذا الدعاء دليل على ان الله لا يمنح الاستقامة الا لمن يطلبها منه.
[٧] وقد لا تكون الاستقامة ابدية ، إذ أن عواصف الشهوات وأمواج الضغوط الاجتماعية والحواجز النفسية ، ووساوس الشيطان ، تلعب بقلب الإنسان كما تلعب الأعاصير بريشة طائرة. من هنا على الإنسان ان ينتظر نعمة الله حتى تظل الاستقامة