دائمة ومن هنا قال الله :
(صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)
اي بنعمة الهداية التي تؤدي طبيعيا الى الانتفاع بسائر نعم الله.
وما دامت الاستقامة نعمة توهب وقد لا توهب للإنسان ، فعليه ان يظل يقظا ، كلما أبعدته عوامل الانحراف عن الخط ، عاد اليه بفضل وعيه وثقته بالله ، وبتصميمه على الاستقامة في الحياة حتى يأتيه اليقين.
وعلينا ان نعرف أن الله يجسد الصراط المستقيم في أشخاص ، إذا ان الايمان لا بد ان يكون له رصيد واقعي لئلا يتحول الى أفكار مجردة ، ربما لا تكون قابلة للتطبيق.
«صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ»
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
اما المرحلة الثانية فهي تحديد دواعي الانحراف التي تضغط على الإنسان باتجاه الانحراف أو تضغط عليه لكي يختار بوعي وعمد طريق الانحراف.
مثل حب الشهوات من النساء والبنين والكماليات والتفاخر وحب السلطة.
ان أكثر الناس ينحرفون عن الاستقامة بشهواتهم لأنهم يستسلمون لضغوط الشهوات. هؤلاء يغضب الله عليهم ، ويسلب منهم نور الفطرة ووهج العقل ، فاذا بهم في ظلمات لا يبصرون ، لذلك يدعو المؤمنون ان تدوم لهم نعمة الهداية فيكونوا مستقيمين.
«غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ»