المذنبون بين التوبة والعصيان
هدى من الآيات :
في سياق الحديث العام عن طبقات المجتمع الاسلامي في هذه السورة ، تتحدث هذه الآيات عن طبقة المذنبين ، وهم الذين يخونون أمانات الناس فيأكلون أموالهم بالباطل ، أو يخونون أمانة الله فيرتكبون الخطايا التي تعود على أجسامهم أو عقولهم بالضرر ، وهذه الطبقة تحاول أن تستميل القيادة الى جنبها حتى تعمل ما تشاء ، لذلك أمر الله رسوله الا يجادل عنهم والا يحميهم ، ذلك لأن الرسول عليه أن يتبع الحق الذي أنزل عليه في الكتاب ، ويتخذه مقياسا لحكمه على الناس ، واتخاذه المواقف منهم.
وهذه الطبقة تخشى من افتضاح أمرها عند القيادة والجماهير ، ولا تعرف أنها أحق بالخشية من عذاب الله ، ولذلك فحتى إذا انحرفت القيادة وهادنتهم زورا ، وحتى إذا ضللت الجماهير ، فهي لا تبتعد عن عقاب الله سبحانه وتعالى غدا.