لا تغلوا في دينكم
هدى من الآيات :
تكميلا للحديث عن ضرورة الوحي ، وتوضيحا لمواصفات الطبقة المؤمنة ، حتى لا تختلط بالطبقات المتظاهرة بالايمان ، جاءت هذه الآية لتتحدث عن زيف فكرة انصاف الآلهة التي ابتدعت في مذاهب النصارى ، فزعموا : ان نبيهم عيسى بن مريم كان ابنا لله. كلا ، عيسى وجميع الأنبياء انما هم بشر ، وصفتهم المميزة التي جعلهم الله بها أنبياء ، واختارهم للوحي تلك الصفة هي عبوديتهم التامة لله وخضوعهم الكامل له.
ونهت الآية الأولى عن الغلو في الدين ، والافتراء على الله غير الحق بأن عيسى ثالث ثلاثة ، يشكلون بالمجموع قيادة موحدة لادارة الكون ، بينما المسيح (كما تقول الآية الثانية) لا يتكبر عن عبودية الله ، ولا يرى نفسه أكبر من هذه العبودية ، وهذا سر عظمته ، أما المتكبرون عن عبادة الله فان جزاءهم عذاب أليم.
بهذا نقّت الآيات فكرة الرسالة عما لصق بها من رواسب الشرك