الجاهلية ، وجعلها مقبولة للعقل البشري.
والواقع ان كثيرا من الذين ينكرون الحقائق الدينية انما ينكرون ما لصق بها من خرافات وأوهام ، ولو صفّيت الحقائق عن تلك الخرافات والأوهام ، فان أكثرهم سيعود الى الرشد ، ويؤمن بالحقائق.
لذلك تعتبر تصفية فكرة الرسالة من رواسب الشرك بمثابة دليل على صدق الرسالة لأنه يفتح الطريق أمام الايمان بها.
بينات من الآيات :
الغلو :
[١٧١] الغلو في الدين بمثابة الإنكار للدين. ذلك لان إضرار الغلو لا تقل عن إضرار الجحود أو الانتقاص من الدين ، وقد يكون الغلو في الدين سببا لكفر كثير من الناس الآخرين الذين ترفض فطرتهم النقية شوائب الغلو ، فينكرون ما ارتبط بها من حقائق الدين أيضا.
وقد كان غلو النصارى في عيسى سببا لهروب المثقفين منهم وإنكارهم الرسالة رأسا لأنهم وجدوا بفطرتهم الصافية ان الايمان بألوهية بشر مثلهم سخافة ، فآثروا الكفر بالدين رأسا ، ولم يجهدوا أنفسهم بالفصل بين الخرافة والحقيقة في الدين.
لذلك تجد القرآن الحكيم يعامل المغالين في الدين بذات العنف والقسوة التي يعامل بها الكفار والجاحدين.
(يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ