ثانيا : وهم يحبون الله ، ويشعرون بان الله متفضل عليهم ، وان عليهم شكر ربهم بالعطاء وبالصلاة والزكاة والجهاد ، وحين يصلون أو يزكون ويجاهدون فان عطاءهم هذا ليس جبرا عليهم وإكراها بل طوعا واختيارا لأنه نابع من حبهم لله.
ثالثا : ولان علاقتهم بالله هي علاقة حب وهي أرفع درجات الانسجام والتوافق فإنهم يحبون بعضهم ويتساهلون في علاقاتهم. حتى يزعم الناظر إليهم من بعيد ان الواحد منهم عبد للآخرين في علاقة التواضع والإيثار والابتعاد عن الذاتيات ، فهم أذلة على المؤمنين.
رابعا : أما علاقتهم مع الكفار فهي علاقة المنعة والتحدي ، فهم أعزة عليهم صامدون أمامهم غير متأثرين بأفكارهم ، وغير خائفين منهم.
خامسا : ونشاط المجتمع المسلم مكثف ، ويتحدى الصعوبات الداخلية والخارجية ، فهم أبدا يجاهدون في سبيل الله ضد سلبياتهم الداخلية وضد الأعداء الخارجيين.
سادسا : ان سلوكهم لا يتأثر بما يقوله الآخرون ، بل بما تمليه عليهم افكارهم السليمة وبصائرهم النافذة لذلك فان الاشاعات لا تنال من جهادهم.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ)
فانه يخسر انتماءه الى المجتمع المسلم ، بينما المجتمع المسلم موجود ليس به وبأمثاله بل بمن يأتي به الله.
(فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ)