ذلك ، ثم رده في العراض ، وكانت زاوية المسجد [التي](١) تلي المسعى ، ونحر الوادي الزاوية الشرقية ، ليس بينها وبين زاوية بيت الشراب الشرقية إلا نحو من سبعة أذرع ، ثم رده عرضا على المطمار (٢) إلى باب دار شيبة / بن عثمان ، وهي يومئذ أدخل منها اليوم في المسجد ، ثم رد جدر المسجد منحدرا على وجه دار الندوة ، وهي يومئذ داخلة في المسجد الحرام (٣).
قال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة يذكر نسوة رآهن هناك :
با قلبي بريم ساكن المروة |
|
رخيم الدّلّ مقتبع هضيم قاصر الخطوة |
سيأتي ليلة الاثنين بين الحجر والنّدوة (٤) |
وكان بابها في وسط الصحن بينه وبين الصف الأول مثل ما بينه وبين الطيقان الأولى من المسجد الحرام اليوم ، فكان على النصف من ذلك أو نحوه من الاسطوانة الحمراء إلى موضع الصف الأول ، فيقال : إنّ باب دار الندوة كان فيما هنالك (٥). ويروى عن داود بن عبد الرحمن العطار أنه قال : رأيت ابن هشام المخزومي وهو أمير مكة يخرج من باب دار الندوة وهو يومئذ في هذا الموضع. قال داود : فربما طفت سبعا بعد خروجه من الدار قبل أن يصل هو إلى الركن الأسود ، وكان عظيما جسيما طويلا وكان يضع يديه على أكبر شيخين من قريش ، ثم يمشي الاطاريح قليلا قليلا ويتقهقر أبدا حتى يبلغ الركن الأسود فيستلمه ، وكان باب دار الندوة في موضعه هذا حتى زاد أبو جعفر أمير المؤمنين في المسجد فأخّره إلى ما هو عليه اليوم ، فكان هذا بناء ابن
__________________
(١) في الأصل (الذي).
(٢) هو : الخيط الذي يقوّم عليه البناء ، ويسمّى (التّرّ). النهاية ٣ / ١٣٨.
(٣) أخبار مكة للأزرقي ٢ / ٦٩ ـ ٧٠.
(٤) لم أجده في ديوانه.
(٥) الأزرقي ٢ / ٧٠.