لرجل (١) من غسان ، كانت لاصقة بالمسجد الحرام ، وذلك أنّ أكثر تلك الدار دخل في المسجد زمن ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ حين زاد فيه مما يلي شرقي المسجد ودخلت فيه أيضا دار خيرة (٢) بنت سباع ، بلغ ثمنها ثلاثة وأربعين ألف دينار ، دفعت إليها ، وكانت شارعة على المسعى يومئذ قبل أن يؤخر المسعى ، ودخلت فيه أيضا دار لآل جبير بن مطعم وبعض دار / شيبة بن عثمان ، فاشترى جميع ما كان من المسجد والمسعى من الدور ، فهدمها ووضع المسجد على ما هو عليه اليوم ، شارعا على المسعى ، وجعل موضع دار القوارير رحبة ، فكانت كذلك حتى استقطعها جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك فيما يزعمون في خلافة أمير المؤمنين هارون ، فبنى بها ثم قبضها حماد البربري بعد ذلك فبنى بطنها بالقوارير ، فسميت دار القوارير ، وبنى ظهرها بالرخام والفسيفساء. قال : فكان الذي زاد المهدي في المسجد الحرام في هذه الزيادة الأولى أن مضى بجدره الذي يلي الوادي إذ كان لاصقا ببيت الشراب حتى انتهى به إلى جدر باب بني هاشم الذي يقال له : باب بني هاشم الذي عليه العلم الأخضر الذي يسعى منه من أقبل من المروة يريد الصفا ، وموضعه ذلك بين لمن تأمّله ، فكان هذا الموضع في زاوية المسجد ، وكانت فيه منارة شارعة على الوادي والمسعى ، وكان الوادي لاصقا بها يمر في بطن المسجد اليوم قبل أن يؤخر المهدي المسجد إلى [منتهاه](٣) اليوم من شق الصفا والوادي ، ثم رده على مطماره حتى انتهى به إلى زاوية المسجد التي تلي الحذّائين وباب بني شيبة الكبير ، إلى موضع المنارة اليوم ، ثم ردّ جدر المسجد منحدرا حتى لقي به جدر المسجد القديم الذي من بناء أبي جعفر أمير المؤمنين قريبا من دار شيبة ، من
__________________
(١) هي دار الأزرق الغساني ، أحد جدود الأزرقي صاحب تاريخ مكة ، على ما ذكره في كتابه.
(٢) هي : الخزاعيّة.
(٣) في الأصل (منارة) والتصويب من الأزرقي.