إليه عبد العزيز بن أبي روّاد ، ولقيه ، فقال : إنك منظور إليك ، ومن يراك تصلي تحت الظلال ظن أنها سنة فيأتمّ بك. فقال له ابن جريج : اني أجد صداعا. فقال عبد العزيز : فاخرج ، فإنك إذا فعلت ذلك رجوت ان يذهب الله عنك الصداع ، فخرج ابن جريج إلى مقدّم الصفوف ، فذهب عنه الذي / كان يجد في رأسه.
١٣٦٠ ـ وسمعت ابن أبي عمر ، يقول : عن رجل من أهل مكة ، قال : صليت العشاء الآخرة في المسجد الحرام ، وجلست فيه طويلا ، ثم انقلبت ، فأمرّ مما يلي الظلال التي تلي دار الندوة ، فإذا أنا برجل قائم يصلي ، وهو يردد هذه الآية (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ)(١) يرددها ويبكي فمكثت ليلا طويلا أسمعه ثم انصرفت إلى منزلي فنمت حتى إذا كان آخر الليل أتيت المسجد فإذا أنا بالرجل قائما وهو يردد الآية (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ) ويبكي حتى إذا قلت قد طلع الفجر أو قرب طلوعه قال : (بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)(٢) فجلست إلى جنبه حتى صليت معه الصبح ، فالتفت فإذا أنا بسفيان الثوري.
هذا أو نحو هذا والله أعلم.
ومنها في الظلال [التي](٣) يلي باب بني جمح ، أربع وخمسون ، ومنها في الظلال التي تلي الوادي ، اثنتان وأربعون ، ومنها في الظلال التي تلي المسعى ، اثنتان وتسعون ، وفي ثلاث أساطين من العدد كراسيها حمر ، وهي في الشق الذي يلي الوادي منها مما يلي بطن المسجد كرسيان ، ومنها في الظلال
__________________
(١) الزخرف (٨٠).
(٢) الزخرف (٨١).
(٣) في الأصل (الذي).