محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحجّ البيت.
قال الحطم : في أمرك هذا غلظة ، أرجع إلى قومي فأذكر لهم ما ذكرت ، فإن قبلوا قبلت معهم ، وإن ادبروا كنت معهم. فقال له النبي صلّى الله عليه وسلم : فأت قومك ، فلما خرج نظر صلّى الله عليه وسلم إلى قفاه ، فقال النبي صلّى الله عليه وسلم : لقد دخل إليّ بوجه كافر ، وخرج من عندي بقفا غادر ، وما أرى الرجل مسلما ، فمرّ على سرح لأهل المدينة ، فانطلق به ، فطلبه أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم ففاتهم ، وقدم اليمامة ، وحضر الحجّ فتجهّز تاجرا حاجا ، وكان عظيم التجارة ، فبلغ أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم تجهّزه وإقباله إلى البيت ، فاستأذنوا النبي صلّى الله عليه وسلم أن يلقوه فيقتلوه ويأخذوا ما معه ، فأنزل الله ـ عزّ وجلّ ـ (لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ)(١) الأجر والتجارة ، وقد احظوه (٢).
١٤٧١ ـ حدّثنا محمد بن عبد الملك الواسطي ، قال : ثنا يوسف بن موسى القطّان ، قال : سمعت جرير بن عبد الحميد ، يقول : سمعت يزيد بن أبي زياد ، أنه يكره رفع الأصوات بمكة.
١٤٧٢ ـ حدّثنا محمد بن عبد الملك الواسطي ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : أنا إسرائيل ، قال : أنا يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، قال : إذا دخلت الحرم فلا تدفعن أحدا ، ولا تؤذينّ ، ولا تزاحم.
قال أبو جعفر : يريد بقوله : لا ترفع الأصوات تعظيما لمكة.
__________________
١٤٧١ ـ إسناده حسن.
يوسف بن موسى القطان : صدوق. التقريب ٢ / ٣٨٣.
١٤٧٢ ـ إسناده حسن.
وأبو جعفر ، هو : محمد بن عبد الملك الواسطي ، شيخه.
(١) سورة المائدة (٢).
(٢) رواه ابن جرير في التفسير ٦ / ٥٨ ـ ٥٩.