فلما ولي محمد بن سليمان (١) مكة في سنة ست عشرة ومائتين وضع عمودا طويلا مقابله بحذاء الركن الغربي ، فكانا كذلك حتى كانت سنة إثنتين وعشرين ومائتين ، فولي محمد (٢) بن داود مكة ، فجعل عمودين طويلين : احدهما عند الركن اليماني ، والآخر بحذاء الركن الغربي.
فلما استخلف هارون الواثق بالله أمير المؤمنين في سنة سبع وعشرين ومائتين أراد الحج ، فأمر بعمل بيت الشراب ، ودار العجلة ، والبرك ، ومسجد الخيف ، والقصور ، والأميال في الطريق ، وبعث بعمد طوال عشرة من خشب ملبسة شبه الصفر ، فجعلت حول الطواف يستصبح عليها لأهل الطواف ، وأمر بثماني ثرّيات يستصبح بها في المسجد الحرام تعلّق في كل وجه من المسجد [اثنتان](٣) مما يلي الظلال التي تلي بطن المسجد ، فهي كذلك يستصبح بها في الموسم وفي رمضان إلا ثريا واحدة تكون مما يلي باب السلطان يستصبح بها من السنة إلى السنة (٤).
١١٦٦ ـ أخبرني يوسف بن ابراهيم بن محمد ، عن الأصمعي ، قال : قال رجل من أهل مكة ما سمعت بأكذب من بني تميم / زعموا ان قول القائل :
بيت زرارة محتب بفنائه |
|
ومجاشع وأبو الفوارس نهشل (٥) |
__________________
١١٦٦ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.
(١) هو : محمد بن سليمان بن عبد الله بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس. أنظر ترجمته في العقد الثمين ٢ / ٢١.
(٢) هو : محمد بن داود بن علي بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. راجع ترجمته في العقد الثمين ٢ / ١٥.
(٣) في الأصل (بنيان) والتصويب من الأزرقي.
(٤) قارن بالأزرقي ١ / ٢٨٦ ـ ٢٨٧ ، حيث ذكر هذه الأخبار مختصرة.
(٥) البيت للفرزدق. أنظر ديوانه ٢ / ١٥٥.