ثماد (١) أحدهما ثمد الرقاعي ، أما إذا اجتاز النحيحية منحدرا إلى البصرة فعن يمينه جبل تياس ، وقريبا منه ثمد الفارسي وعليه قبتان مبنيتان ، وعن يمين ذلك الجبل جبل الرحا ، وعن يمين الطريق إذا اجتاز المسافر هذا كله الرقاعي ، وقريبا منه ثمد الكلب ، ثم يقطع المسافر إلى موضع يسمى المخارم (٢) حتى يهبط إلى كاظمة ، وبعد كاظمة يصعد في النجفة ، ثم يجتازها إلى الصليب (الصليف) ، ثم يهبط من الصليب في أودية سهلة ، حتى ينتهي إلى ايرمي الركبان ، وهو علم (٣) مبني من الحجارة للطريق وهو شبه إنسان ، فإذا اجتاز ايرمي الركبان عن يمينه مائة المعرقبة (٤) ، إن شاء وردها أو لم يردها ، وهي لعيسى بن سليمان وعليها قصر مبني واثلتان كبيرتان ، ثم يمضي في الحزيز حتى يهبط إلى ماء سفوان ، وفيه بيوت مبنية وتجار ، وبين سفوان والبصرة بياض يوم أو أقل ، ثم يخرج فيعبر رميلة له وطريقا نهاما (٥) فيه محاج (٦) كثيرة ، حتى يهبط الأحواض ، وهو ماء وضع للسانية عليه قصر وقبتان ، ثم يخرج من الأحواض منحدرا في الطريق وهو ينظر إلى البصرة حتى يدخلها (٧). ويقول الاصطخري في وصفه «أنه في قبائل العرب ومياههم ، مسلوك غير أنه مخوف» (٨).
__________________
(١) الثمد : الماء الضعيف. لسان العرب / ٣ / ١٠٥.
(٢) المخارم : الطرق في الأرض الغليظة.
(٣) العلم : حجارة تجمع فوق المكان المرتفع لترشد إلى الموضع.
(٤) المعرقبة : لعلها أم قصر. بلاد العرب / ٣٢٢ هامش.
(٥) النهام : الطريق الواسع الواضح.
(٦) المحاجي : جمع محجي وهو المكان الذي يجد فيه المرء ما يستظل به ويمتنع به من البرد أو العدو.
(٧) نغدة / بلاد العرب / ٣١٥ ـ ٣٢٥.
(٨) الاصطخري / مسالك الممالك / ٢٨ ، انظر الأقاليم / ١٥ ، صورة الأرض / ٤١.