وذوي المكانة عند المسلمين ، وفي هذا خطر كبير عليه لأنه سيؤدي إلى إثارة المسلمين ضد الخوارج (١).
ثم توجه نجدة إلى الطائف فبايعه عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي عن قومه ، ثم سار إلى تبالة (٢) وعاد منها إلى البحرين ، وفي طريق عودته تحقق نجدة من قوته وسيطرته على تلك المناطق فعين الحاروق الحنفي على الطائف وتبالة والسراة وسعد الطلائع على نجران ، ووجه حاجب بن حميصة لجمع صدقات بني هلال ونمير (٣).
الخلاف بين نجدة وأتباعه : ـ
وبالرغم من نجاح نجدة وامتداد نفوذه ، فإنه كانت هناك تيارات تعمل لهدم سلطته ، فقد دب الخلاف بين نجدة وأتباعه ، ويرجع هذا الخلاف إلى عدّة أسباب منها : ـ
١ ـ عدم المساواة في توزيع الفيء بين أتباعه ، فقد وجد سرية برا وأخرى بحرا وفضل الذين بعثهم في البر على الذين بعثهم في البحر في العطاء ، فنازعوه على ذلك وبينوا أنه ليس من حقه أن يفضل بعضهم على بعض (٤) ، وهذا يظهر تزمت الخوارج وتطرف آرائهم ،
__________________
(١) يري ولهاوزن أن سبب تراجع نجدة يعود إلى أن سائر الخوارج كانوا يوقرون أباه عمر بن الخطاب (رض) توقيرا شديدا. الخوارج والشيعة : ٨٠.
(٢) تبالة : موضع باليمن بينها وبين مكة ٥٢ فرسخا نحو مسيرة ثمانية أيام ، وبينها وبين الطائف ستة أيام. ياقوت : ١ / ٨١٦ ـ ٨١٧.
(٣) أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ١٦ أ. الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول : ١٣٧ ـ ١٣٩. الكامل : ٤ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤. ابن خلدون : ٣ / ٣١٤ ـ ٣١٥.
(٤) أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ١٦ أـ ١٦ ب. الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول : ١٤٢ ـ ١٤٣. ابن خلدون : ٣ / ٣١٥. الفرق بين الفرق : ٨٨. وفي رواية أخرى أنه فضل سرية البحر على سرية البر. انظر الاسفراييني : التبصير في الدين / ٣١. الكامل : ٤ / ٢٠٥.