بقرية طاب (١) من الخط بالبحرين ، ثم انضم إليه ميمون (٢) الذي جاء في أصحابه من عمان فنزلوا دارين ، ثم تقدم إلى الزارة والريان أمامه ، لذلك استدعي محمد بن صعصعة والي الحجاج على البحرين أهل البحرين لحرب الريان وجماعته ، ولكن عبد القيس أيدت الخوارج في هذه الفترة ورفضت طلب الوالي ، فأرسل محمد ضد الخوارج جيشا من الأزد بقيادة عبد الله بن عبد الملك العوذي من الأزد ، ولكنه هزم وقتل ، ولذلك ترك محمد البحرين ، ولكن خلافا ظهر بين الريان وميمون أدى إلى ترك الأخير البحرين بعد أربعين يوما فقط من خروج محمد منها وذهب إلى عمان ، وأقام الريان بالزارة ، ولكن محمد مع ذلك لم يحاول الاستفادة من هذا الموقف ، فلم يرجع إلى البحرين ويستغل الخلاف بين أعداءه ، ثم أرسل الحجاج يزيد بن أبي كبشة مع اثنى عشر ألفا من مقاتلة الشام وقد التقى بالريان الذي كان معه ١٥٠٠ في ميدان الزارة ، فقتل الريان مع عدد كبير من أتباعه سنة ٨٠ ه (٣). ثم ثار داود بن محرز (٤) أحد عبد القيس واتخذ القطيف مركزا له ، وقد أعانه أهل البحرين على إنزال جثة الريان وأتباعه المصلوبين ودفنوهم ، ونجح في إلحاق الهزيمة بجيش أرسل ضده بقيادة أبي البهاء صاحب شرطة القطيف ، كما ألحق الهزيمة بعبد الرحمن بن النعمان العوذي من الأزد وكان لهذه الهزيمة أثر كبير في اتفاق الأزد مع سكان القطيف ضد داود وعبد القيس ، وبهذه المحالفة هزم داود وأتباعه وقتلوا.
__________________
(١) في أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٤٢ أ. «على فراسخ من معوق الخط».
(٢) لا تذكر المصادر من هو ميمون ومن هم أتباعه.
(٣) خليفة بن خياط / التاريخ / ١ / ٢٧٦ ـ ٢٧٨ ، ٣٠٠. أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٤٢ أ. الذهبي / تاريخ الإسلام / ٣ / ١٢٦ ـ ١٢٨. النجوم الزاهرة : ١ / ١٩٩.
(٤) يذكر خليفة بن خياط أنه داود بن عامر بن الحارث. التاريخ : ١ / ٣٧٨.