وخبرة عمر غيرت الموقف وقتل أبو فديك وأخذ رأسه إلى الخليفة ، وقد طورد أتباعه وحصروا في المشقر ، فقتل الموالي بينما أطلق العرب (١) ، وذلك في سنة ٧٤ ه (٢) ، وهكذا انتهت سيطرت النجدات في البحرين.
ولما انتقلت حركة الخوارج إلى البحرين انضم إليها بنو عبد القيس ، وساهموا مساهمة فعالة في الحركات المتأخرة ، فجميع الثورات في تلك الفترة قام بها رجال من عبد القيس ، وقد حملت ثورات الخوارج المتكررة من عبد القيس في البحرين الحجاج على أخذ جماعة من زعمائهم حيث عاقبهم بشدة أما بقطع أعضائهم أو بسجنهم (٣) ، ففي سنة ٧٨ ه ثار في البحرين بنو محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أقصى بن عبد القيس ، وقد طلب محمد بن صعصعة الكلابي والي البحرين المساعدة من الحجاج الذي كانت قواته من مقاتلة البصرة والكوفة مشغولة في محاربة الأزارقة بقيادة المهلب ، لذلك سأل الخليفة أن يأمر إبراهيم بن عربي والي اليمامة لمحاربة الخوارج ، فتقدم إبراهيم وهزم الثوار ورجع إلى اليمامة (٤).
وفي السنة التالية «٧٩ ه» ثار الريان النكري (٥) ..........
__________________
(١) أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٣٨ ب ـ ٣٩ أ. اليعقوبي : ٢ / ٣٢٦. الطبري : ٢ ق ٢ / ٨٥٢ ـ ٨٥٣. الكامل : ٤ / ٣٦٢. تاريخ الإسلام : ٣ / ١١٥ ـ ١١٦. ابن خلدون : ٣ / ٣٢٢. الفرق بين الفرق : ٩٠. التبصير في الدين : ٣١. الملل والنحل : ١ / ٩٢.
(٢) أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٣٩ أ.
(٣) ن. م. ج ٦ ، ورقة ٤٢ أ.
(٤) أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٤٢ أ. والمصادر لا تصرح باسم قائد الثورة.
(٥) نسبة إلى نكرة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس. انظر الفصل الثاني.