حرية التصرف في بلادهم بحيث لا يخضعون لسلطان يفرض عليهم.
٥ ـ ولا ريب أن عددا آخر من عبد القيس انضموا إلى الخوارج طمعا في الحصول على الغنائم.
أما الأزد فقد وقفوا ضد الخوارج في الحركات المتأخرة وقاوموا في كثير من الأحيان تلك الثورات ، كما حدث في ثورة الريان النكري ، وثورة داود بن محرز ، ولا بد أن ذلك راجع إلى العصبية القبلية ، التي كانت تدفعهم لاتخاذ مواقف مناقضة لمواقف عبد القيس.
وقد انضم إلى الخوارج عدد من الموالي ، واشتركوا في الثورات التي قامت ضد الحكم الأموي ووصل بعضهم إلى مركز الرئاسة ومنهم أبو طالوت سالم بن مطر مولى بني زمان بن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الذي قاد الحركة في مراحلها الأولى في اليمامة ، وثابت التمار الذي اختاره الخوارج رئيسا لهم بعد عزل نجدة بن عامر ولكنه خلع بسرعة ، كما قاتلوا مع أبي فديك عبد الله بن ثور في المشقر وقتلوا هناك.
إن القدر اليسير المتوفر لدى من أسماء الموالي لا يمكنني من إعطاء صورة دقيقة عن توزيعهم بين العشائر ، خاصة وأن أصل ولائهم متنوع ، ولعل العشائر التي اشتركت في الفتوحات الأولى والتي كان لها نصيب أوفر من أسرى الحرب ، أصبح لها عدد أكبر من الموالي ، وبذلك يمكن القول إن الموالي لم يكونوا موزعين بين العشائر بالتساوي أو وفق خطة معينة ، بل كان لبعض العشائر موالي أكثر من غيرها (١).
__________________
(١) العلي : التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة في القرن الأول الهجري : ٨١ ، ط ٢.