ويمكن تقسيم الموالي إلى قسمين :
موالي العتاقة : وكانوا في الأصل من العبيد إلا أنهم تحرروا من العبودية لأسباب اقتصادية أو دينية ، غير أنهم ظلوا بعد العتق مرتبطين بالولاء لعشيرة سيدهم ، وبقيت حريتهم مقيدة في بعض الأمور ، وقد اشتغل هؤلاء بعد اعتاقهم بمختلف المهن والأعمال.
وقد ظهر بجانب موالي العتاقة نوع آخر من الموالي من الأعاجم الأحرار الذين قدموا إلى الأمصار لأسباب مختلفة كالتجارة والصناعة ، وارتبطوا بالعشائر بمحض اختيارهم ، وكانت حالة هؤلاء أفضل من موالي العتاقة ، كما أن نظرة المجتمع العربي إليهم أفضل من موالي العتاقة.
لقد ضمن الدين الإسلامي المساواة للأعاجم بعد إسلامهم بالعرب المسلمين سواء في الحقوق أو الواجبات ، ولكن المجتمع العربي والدولة الأموية لم يعيروا هذه المساواة أهمية ، فكان العرب ينظرون إليهم بازدراء ، ولم يقبل العربي أن يتزوج المولى امرأة عربية ، ولا يمكن للمولى أن يشغل بعض المناصب الهامة كالقضاء وقيادة الجيش ، يضاف إلى ذلك أن معظم الموالي لم يكونوا يأخذون العطاء ، وإذا كان فيهم من يأخذ العطاء كما كانت الحالة في الأزمنة القديمة فإن عطاءهم لم يكن مساويا للعرب (١).
والخلاصة فإن معاملة الدولة الأموية والمجتمع العربي للموالي كانت سيئة ، ولم تكن لهم أية حقوق سياسية ، كما أن حالتهم
__________________
(١) انظر التفصيلات في كتاب : التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة في القرن الأول الهجري للدكتور صالح أحمد العلي : ٧٧ ـ ١٠٢ (فصل الأعاجم) ، ط ٢.